مجلة مملكة الحب /// بقلم وسام السراج شبيه الريح

الكميت اسم يطلق علي نوع من الخيول العربية الأصيلة والتي تتميز بحُمْرة يداخلها سواد، ويستوي فيها المذكر والمؤنث. ويُفّرق العرب بين الفرس الكُميت والأشقر، بالعُرْف والذنب. فإن كانا أحمرين، فالفرس أشقر، وإن كانا أسودين: فهو كُمَيْتٌ.

‏رسالة إلى الكميت ( 1 )

طرِبتُ
وبي شوقٌ ومثليَ يطربُ
ومن خمرِ حبّيها يعبُّ ويشربُ

أنا لاأرى
الماضي وبي ألفُ لهفةٍ
وأنثى إلى روحي وقلبيَ أقربُ

لهم مذهبٌ يُلهيهُمُ عن حياتِهمْ
ولي الحبُّ ماعشتُ مع
النّاسِ مذهبُ

أرى في
عيونِ العاشقينَ معارجاً
إلى اللهِ والقربى إلى اللهِ تُطلبُ
‏رسالة إلى الكميت ( 2 )

وفي عينِها الدّنيا تموجُ ورمشُها
يصبَّ الهوى في مقلتيَّ
ويسكبُ

أراها كأنَّ اللهَ أسبغَ حسنَهُ
عليها وبعضُ الحسنِ
يسبي ويسلبُ

تحومُ لديها الطيرُ تأوي لصدرِها
تسبّحُ في محرابِها
وتؤوّبُ

إذا الصبحُ عرّاها بضوءِ صبابةٍ
سرتْ بي وغطّاها
بعطفيهِ مغربُ !
‏رسالة إلى الكميت ( 3 )

على جيدِها إسمي يلوحُ كبيرقٍ
وما بينَ نهديها مسيحيَ
يُصلبُ

تديرُ مرايا الكونِ طوقاً بنحرِها
وفي عقدِها للحبِّ يختالُ
كوكبُ

وتكشفُ عنْ ساقٍ كأنَّ بياضَها
بريقٌ بأبصارِ المريدينَ
يذهبُ !!

على أيِّ أرضٍ
مسّها الجدبُ لو مشتْ
تفيضُ فتخضلُّ الرّمالُ وتعشبُ

‏رسالة إلى الكميت ( 4 )

تسيرُ إلى
عرش الغرامِ وخلفها
يهلّلُ من حورِ البسيطة موكبُ

تُرى أيَّ ذيلٍ في طريقِ صعودها
إلى مهجتي من طرحة الحبِّ
تسحبُ ؟

وماذا إذا ضمّتْ حنايايَ وانتشتْ
على خفق أضلاعي عن الخلقِ
تحجبُ ؟

تُطيلُ
حكاياها وتنسجُ من دمي
أحاديثَ تُذكي الليلَ فينا وتُطنِبُ
‏رسالة إلى الكميت ( 5 )

وتصبغُ من أحلامِنا البيضِ كفّها
وتهرقُ فيها المستحيلَ
وتخضبُ

وينبتُ فيها الياسمينُ فتنتشي
غصونٌ على السّمّارِ تحنو
وتحدبُ

وتندى وبي من ماءِ وردِ روائها
شميمٌ بهِ جدبُ الشرايينِ
يخصبُ

إلى أيِّ معنىً من غواياتِ عطرها
إذا شفَّ فيها الصّبحُ أُنمى
وأُنسبُ !!
‏رسالة إلى الكميت ( 6 )

بها ألفُ أنثى هل ترى غير مهرةٍ
لسربِ خيولٍ تَلهمُ البيدَ
تُنجبُ

على الماءِ تمشي حين تنشقُّ لجّةٌ
عنِ البحرِ مابين الحنايا
وتغضبُ

وتمضي إلى مرسىً منَ النبضِ إنها
مواويلُ حبٍّ والمسافاتُ
مركبُ

على صدرِها الأمواجُ تفتحُ دفتراً
تخطُّ بهِ معنى الحنينِ
وتكتبُ
‏رسالة إلى الكميت ( 7 )

سقتْ من
غواديها عطاشى قصائدي
وللغيمِ ثغرٌ عن هوى الغيد
يُعرِبُ !!

بها علُقتْ
كلُّ المجازاتِ والمدى
يراودُها عن ألفِ معنىً ويرغبُ !

وبي شغفٌ
كالشمسِ يُشرقُ من دمي
وفي كحلِ رمشيها يغيبُ ويغربُ

شتاءٌ وبي
بردٌ وفيها منَ الهوى
مجامرُ تضرى كالجحيمِ وتلهبُ !!
‏رسالة إلى الكميت ( 8 )

تجلّتْ
وفيها للحياةِ مجرّةٌ
ليخبو على راح المجرّة غيهبُ !!

على ساقِها حجلٌ منَ النورِ مقمرٌ
وفي خصرِها طوقٌ من
النارِ مُشهِبُ

وفي عضْدِها
يالهفَ نفسي إذا بدا
سوارٌ على وقع الغوايةِ يلعبُ !!

وفي كلِّ شبرٍ ألفُ بيدٍ تصيحُ بي
وفي كلّ عضوٍ من
جنونيَ يعربُ






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة مملكة الحب///بقلم علي جابر

مجلة مملكة الحب //بقلم ادريس الصغير

مجلة مملكة الحب ///بقلم الكاردينيا د. ملاك محمد السامرائي