رؤية نقدية أولية    لنص الشاعرة  نضال الدليمي

((ذكرى  نيسان))

هبه  البطرس- 30-6-2020

******************

مهمة ملقاة على عاتق الناقد الذي يسعى أن يجتهد بالوصول إلى مكامن النص  بوعي جمالي وفكري ليدهشنا مثلما تدهشنا الأعمال الإبداعية المكتنزة بالفن  والجمال بإبهار وإثارة الأنفعال الجمالي

إن أهتمام الشاعرة (نضال  الدليمي)  بإنتقاء مفرداتها إنما تكتسب بهذا ميزة تغني تجربتها الشعرية  وتخلق جوإيجابيا مركبا من افكار وخيالات ومشاعر و ايقاعات . لم تكن الشاعرة  الدليمي   لتصل الى هذا المستوى العالي من اليقظة الشعرية لولا تمكنها من  جميع الأساليب البلاغية  فالشاعرة بحق متمكنة من لغتها الفنية الشعرية ومن  أدواتها الكتابية  سبق وأن قربنا اليها من حيث لغتها الشعرية الناقدة رانيا  الجوزيف وكتب عتها وفي إمعان الناقد النصيري  هنا لابد أن أكون منصفة من  حيث   الرؤيةالنقدية  وخصوصا في نصها هذا من حيث القراءة وجمال إنتقائها  للمفردة لشعرية وصورها الشعرية وتلك الألوان الجميلة التي تضيف جمالاً   اكثر بهجة   حيث نجد إن اللغة المستخدمة من قبل الشاعرة لغة عميقة تبحث  فيها عن حلميه اللغة من أجل أحداث الانزياح لحدوث الصدمة المعرفية للمتلقي  وبذلك استطاعت في  نصها هذا أن توجد لهل منفذ خاص يؤدي بها إلى خارج السياق  الأدبي المرجعي  وما جاء هذا إلا استجابة إلى مشاعرها الدفينة في أعماقها  ومن أجل خروج هذه المشاعر إلى الخارج على شكل هذا النص  وبذلك يكون نصها  القصير  في   كلماته الكبير في معانيه   أعادة صياغة المسميات ليس حسب  سياقها وحركتها في الحياة بقدر ما تسعى الشاعرة إلى إعادة توازنها

ورغم ذلك  ثمة الكثير من المواجع تنبت في مسار الطريق معترضة راغبة بجرها  الى ضوء فعل أكثر هدوء وبساطة-- تتمسك (نضال الدليمي ) بلعبة اللون ومع  اللون تكتشف أن هناك سبيلاً أشد أبهاراً يمكنها المشي اليه أخذت الى حجرها  البياض وراحت تخط بصمت أول صورها الشعرية التي لاتشبه بكلماتها سوى روح  قلقة لفتاة لم تحدد بعد ماالذي تريد المزج بين مهمتين عسيرتين   أمر يبدو  مستحيلاً حيث  لألوان الكون خصوصية تفاعلية هي غير تلك التي تشتغل عليها  القصيدة  بينهما ثمة علامات تلاق لكن الشروط لهذا التلاقي صعبة للغاية  بهدوء المكتشف وضجيج الأكتشاف تحاول الشاعرة (نضال ) المزج بين الروحين   تحمل ألوانها بأتجاه صورها الشعرية  لهذا تراها متحركة تتوافر على إناقة  لفظية مختارة بدقه لاتقف نصوصها عند إشكاليات الواقع ومراراته أجدها  أحياناً تقف متأملة هذه المرارات  لكنها وتحت رغبة المغايرة تفر مسرعة  بأتجاه بهجة الحياة وبعض من احلامها وهذا ما نقرأ ونستكشف في متن هذا النص  قدر ما تستطيع تضخ الشاعرة   (نضال  الدليمي) بين طيات صورها الشعرية  آمالاً ومباهج لاتتوافر عند الكثيرمن الشواعر المشتغلات بهموم الروح وعزلة  الجسد والبحث عن منفذ فارس جريء

بقي أن أقول إن نص (  نيسان ) مكتنز  بالفضاءات التي يمكن أن يصطفيها الدرس النقدي ولكني آثرت أن تكون قراءتي  وقفة أولية و مختزلة و أنتقائية و إلا فأن هناك قصائد إبداعية أخرى في  قاموسها وفي جعبتها  وعلى صفحتها الرسمية في  الشبكة وعلى الشاشة الزرقاء   تحتاج الى التواصل النقدي و كذلك نصوص حداثية تمور باللغة و تكتسي بالأبعاد  الدلالية. أكتفي بالمفاتيح التي أخترتها كمداخل للتواصل مع هذا المنجز  الشعري الرائع تاركةالكتابة لأقلام نقاد آخرين

&&ذكرى نيسان& &

************

في أواخر نيسان

فلول من الذكريات

تراودني

تعبث… بأفكاري…

بخواطري..

ومابين إشراقة شمس

ليل… ونهار

مراكب تبحر عكس التيار

خذ بيدي

إنتشلني

فإني لا أجيد فن الإبحار

أسمع صدى صوتك

يهتف..

تمسكي بخيط النسيان

وعلى هامش العمر

مازال طيفك

يتوسد مهجتي

وله النهي والأمر

ليقول:

أنا ها هنا… أنا إنسان

فتحيا بقلبي

غصون الشوق

وتضحك أزهار البيلسان

في أواخر نيسان





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة مملكة الحب ///بقلم الكاردينيا د. ملاك محمد السامرائي

مجلة مملكة الحب ///بقلم حسن الموسوي