نشر //ماجد الحيدري


عادات وتقاليد الشعوب
●●●●●●●●●●●●●
وعادات وتقاليد شهر رمضان المبارك في أثيوبيا

يتمركز غالبية المسلمين في محافظة "بالي روبي" التابعة لإقليم الارومو، الذي يعد أكبر أقاليم إثيوبيا التسعة، وأكثرها تعدادًا، وأغناها ثروة، فيما يضم إقليميّ الصومال الإثيوبي العدد الأقل من المسلمين، وتعتبر أكثر المناطق تضرراً من المجاعة.


يرصد "الطريق" أبرز عادات المسلمين في إثيوبيا في شهر رمضان.

رمضان في أثيوبيا

يستقبل المسلمون في إثيوبيا شهر رمضان مستبشرين بفتح أبواب السماء للدعاء، واستقبال موسم الأمطار، وتعتبر إثيوبيا واحدة من الدول الأكثر تضرراً من المجاعات والفقر والجفاف المستمر لعقود، لذلك يتوافد عدد كبير من الجوعى المسلمين إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من مختلف أنحاء البلاد خلال شهر رمضان، ظناً منهم أن فيها من الغذاء والمال ما يساعدهم على قهر الجوع.


وتختلف الصورة الحياتية اليومية لتصرفات الصائمين في شهر رمضان الكريم في إثيوبيا كثيراً عن معظم الدول الإسلامية والعربية، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد، ولكنهم مع ذلك يستقبلون شهر رمضان بطقوس ثابتة منذ عصور مضت.

عادات

حركتهم بحماس في الأسواق

تتجلى مظاهر استقبال المسلمون في إثيوبيا لرمضان في حركتهم في الأسواق بمزيد من الحماس، وتشهد الأسر المسلمة حالة من الحراك وإعداد الأغراض اللازمة لرمضان بما يستطيعون، فهم يجتهدون في الاهتمام برمضان رغبة منهم في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحات، وتقديم الصدقات، لأنهم يرون أن عليهم واجب خاص تجاه أجدادهم الذين فازوا باستقبال صحابة النبي محمد صلّ الله عليه وسلم الهاربين من ملاحقة كفار مكة قبل أكثر من 14 قرناً، حيث أجاروهم وأكرموهم.

انتشار الثقافة الإسلامية

ينشط علماء الدين والدعاة في الريف والحضر في شهر رمضان من كل عام أكثر من أي وقت، وتنظف المساجد وتجدد طلاء جدرانها ويتم تغيير فرشها، وتظهر هذه التغيرات في مساجد المدن أكثر من نظيرتها بالريف، ويشهد المسلمون في المناطق الريفية بإثيوبيا انتشاراً واسعاً للثقافة الإسلامية، من خلال المدارس القرآنية، ومراكز التدريس لعلوم الدين الإسلامي، خاصة بمنطقة "ولو" بإقليم أمهرا شمال شرق، ومنطقة "قوراقي" بإقليم شعوب جنوبي إثيوبيا.

إحياء ليالي رمضان

ياخذ الموظفون المسلمون في إثيوبيا عادة إجازاتهم الرسمية في شهر رمضان، ويفضلوا التواجد في المساجد في حالات تأمل وهدوء، ويكرسون شهر رمضان لتلاوة القرآن وتعلمه، بالإضافة إلى إحياء ليالي رمضان بالمدائح التي يطلق عليها "منظومة"، وهي نوع من الابتهالات الدينية في خشوع.

صلاة التراويح

تشهد صلاة التراويح في إثيوبيا حضورًا كبيرًا بين المسلمين في الريف الإثيوبي، وتستمر حتى منتصف الليل في العشرين يومًا الأولى من رمضان، أما في العشر الأواخر فتمتد إلى صلاة الفجر، لاقترانها بالتهجد، حيث يتوافد المزارعون إلى المساجد القريبة في القرى.


ويتزايد عدد المصلين في صلاة التراويح وصلاة الجمعة في "مسجد أنور" كل عام وهو أكبر المساجد في البلاد، ولحجمه غير الكافي للمصلين الذين يتجاوز عددهم عشرات الآلاف، يتم إغلاق الطرق الرئيسية للمصلين خارج المسجد، ونشر عدد من عناصر الشرطة من أجل حماية المصلين من المشاغبين والمخربين.


الفلافل وشوربة الشعير


تهرع الكثير من الأمهات، والبنات الصغيرات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن 15 عاماً، ويعشن في المناطق الشعبية، إلى الخروج من منازلهن قبل موعد الإفطار بساعة أو ساعتين لبيع الفلافل والسنبوسة والفطائر وشوربة الشعير وغيرها للصائمين المسلمين، الذين لا يستطيعون إعداد أي وجبة إفطار في منازلهم ويعتمدون على ما يوفره الشارع.

الإفطار

يتناول المسلمون الإثيوبيون الأطعمة الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات على مائدة الإفطار في رمضان، لذا ترتفع أسعار الحليب واللحوم، ويزيد الطلب عليهم بشكل كبير في رمضان خاصة الجبن والحليب، واللحوم، والشوكولاتة والتمور، إلي جانب القات الذي أصبح واحداً من ضمن التحضيرات الأساسية للإفطار.

القات

نبتة مخدرة يتم زراعتها في المرتفعات الجبلية، والهضاب في إثيوبيا، ويصل طولها أحيانًا إلى 6 أقدام، وتعتبر من النباتات المعمرة دائمة الخضرة، لأنها تتحمل تقلبات الطقس طوال العام، ويتم تجهيزها على شكل حزم يتم لفها بأوراق الموز لحفظها بشكل طازج.

ويُقبل المسلمون الصائمون في أثيوبيا علي تناول "القات" ظناً منهم أنها تعينهم علي العبادة والتقرب إلي الله، ويبدأ تناوله بعد الإفطار مباشرة ليساعد في الذكر والتعبد و أداء صلاة التراويح، حتي أن بعض المساجد في الأقاليم الاثيوبية تؤخر صلاة العشاء والتراويح لإعطاء الفرصة لمن يريد تناول "القات" بعد الإفطار، باعتباره منشطاً يساعد المصلين علي آداء صلاة الترراويح والتهجد.


وأصبح تناول "القات" من العادات غير الحميدة في إثيوبيا خلال شهر رمضان، ويعتبر رمضان من أكبر مواسم بيع "القات"، لإقبال الصائمون عليه، رغم الدراسات العلمية التي أثبتت أضراره علي الصحة، وتحريم بعض العلماء له.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة مملكة الحب///بقلم علي جابر

مجلة مملكة الحب //بقلم ادريس الصغير

مجلة مملكة الحب ///بقلم الكاردينيا د. ملاك محمد السامرائي