مجلة مملكة الحب//اسماعيل القريشي
معلقة الجلال
شعر اسماعيل القريشي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واسعد الله اوقاتكم جميعا بالخير والافراح والمسرات.
لقد تم بعون الله اكمال معلقة الجلال وبدعاوتكم الكريمة احبابي
الف الف شكر وتقدير للاستاذ الدكتور د.مصطفى مهدي حسين وللاستاذ الشاعر القدير فراس الناهي لملاحظاتهم الجميلة وتوجيهاتهم الميمونه حول بعض النقاط المهمة من الناحية الفنية واتمنى من الله العلي القدير ان لا يحرمني منهم ومن جميع اصدقائي الشعراء والمتذوقين الذين طالما استفدت كثيرا من ملاحظاتهم القيّمة .وبنظري انا فمهما حصلت على الدرجات والشهادات العليا فسوف ابقى تلميذ واتلقى الدروس باستمرار
1-جودٌ من اللهِ إذ تنتابُهُ النِعَمُ
في خلقِ من زَيَّنَ الإسلامُ مجدَهُمُ
2 _مُحَمَّدٌ خيرُ خلقِ اللهِ اجمعِهِم
أضحى وأخلاقُهُ في وصفِها العِظَمُ
3- إذ يَنتَمي نَسَبٌ مَن كانَ والِدُهُ
ماحادَ عَن خِلِّهِ بِاللهِ يَعتَصِمُ
4- يامَن بِدينٍ خَليلُ اللهِ ورَّثَهُ
ماكانَ إسلامُنا يُدعى سِوى لَهُمُ
5- طوبى لآمِنةٍ فالمُرسَلونَ لَها
كَم بَشَّروها وَلَمّا يولَدِ العَلَمُ
6- أنوارُهُ سَطَعَت مِن حَيثُ آمِنةٌ
مِن نورِ مَولدِهِ بانَت لَها الشَّأمُ
7- وَحاطَ أُمَّ القُرى أملاكُها فَرَحاً
إذ كانَ جِبريلُ بِالأفراحِ يَلتَثِمُ
8- قَد كانَ في سَعَةٍ مِن أمرِ مَجمَعِهِم
إذ إنَّ مَحفَلَهُم بِالنّورِ يَنسَجِمُ
9- الفُرسُ مِن قِدَمٍ والنارُ مُضرِمةٌ
إذ كانَ مولدُهُ والنّارُ لا ضَرَمُ
10- والبَدرُ قَد شُقَّ في إتمامِ لَيلَتِهِ
عَينُ المَعاجِزِ في تَلقينِ مَن وَهِموا
11- عَمّا أتاهُ حَبيبُ اللهِ مِن كَلِمٍ
يُعلي شؤونَ العِبادِ وَهوَ يَحتَدِمُ
12- على لِسانٍ يكونُ الدُّرُّ مَنطِقَهُ
ولا يُداني هُداهُ مَنطِقٌ وَفَمُ
13- هو الحَبيبُ الذي كانت شَفاعَتُهُ
لِلمؤمنينَ وَحَقٌّ كانَ يَرتَسِمُ
14- وَانهالَ كالغيثِ مِنهُ الصِّدقُ في حِكَمٍ
والحِملُ مالَم تُطِقهُ بالثَّرى القِمَمُ
15- مالت قُريشٌ على الأوثانِ عابِدَةً
وأنتَ بِاللهِ قَبلَ الوَحيِ تَعتَصِمُ
16- مِن فَضلِهِ قَد حَباكَ اللهُ مُنفَرِداً
كُلُّ الدِّياناتِ بِالاسلامِ تُختَتَمُ
17- في مَعبِدِ الغارِ كانت مِنكَ مَنقَبَةٌ
تَدعو إلى اللهِ في هَديٍ لِمَن ظَلَموا
18- والقلبُ يَصبو الى عِرفانِ خالِقِهِ
حَتّى غَدا فيكَ نورُ وانجَلَت عُتَمُ
19- بِكُلِّ حِلمٍ قَضَيتَ الدَّهرَ في جِدَةٍ
أنتَ الرَّؤوفُ الذي ما كانَ يَنتَقِمُ
20- خِصالُكَ الماءُ في صَفوٍ وَمَطهَرَةٍ
والجودُ والطّيبُ في أحشاكَ تَلتَحِمُ
21- يُدني لَكَ الرُّشدُ أفعالاً مُكَرَّمَةً
والناسُ فيما عَلاهُم يَخفِقُ الحُلُمُ
22- أُتيتَ نُبلاً إلى الرَّحمنِ مَرجِعُهُ
والمَجدُ قَد سادَ والأنوارُ والقِيَمُ
23- سَطَعتَ نوراً على الاكوانِ مُبتَهِجاً
مُذ كُنتَ بِالمَهدِ لا بَل دونَكَ القِدَمُ
24- وما قَرارُ الثَّرى الّا بِمُستَلِمٍ
مِنكَ القرارَ وإلّا ساخَتِ النَّسَمُ
25- يَشتَقُّ مِنكَ الإبا حُسناً لِغُرّتِهِ
ومَلبَسُ العِزِّ فيهِ الفَخرَ يَتَّسِمُ
26- وَرَحمَةٌ مِنكَ سادَت لِلورى أمَلاً
والهَديُ بُشرى لَنا والجودُ والشِّيَمُ
27- قَد كُنتَ حِملاً كَفُلكٍ زادَ متَّسَعاً
لِما اعترى النّاسَ أثقالٌ بها ألَمُ
28- بَل كُنتَ تُبصِرُ ما قَد كانَ مُحتَجِباً
ما كانَ فيما بُعِثتَ العُسرُ بَل أمَمُ
29- مَن كانَ يَعلمُ ما للهِ مِن عِظَمٍ
حتّى غَدا فيكَ ذا لُبٍّ هوَ الفَهِمُ
30- سَلِمتَ مِن مُنقِذٍ بِالسّلمِ مبعثُهُ
ودينُ حقٍّ إذِ الاديانُ تَنجَزِمُ
31- كُلُّ الطّهاراتِ في آلٍ وفي خَلَفٍ
حَباكَ رَبٌّ جَليلٌ خالِقٌ حَكَمُ
32- أمرٌ مِنَ اللهِ في عُظمٍ لِمنزِلَةٍ
أوحى وأنتَ الأمينُ الطّائعُ الشّهِمُ
33- إذ قالَ جبريلُ إقرأ يامُحَمَّدُ مِن
تَنزيلِ وَحيِ السّما قَد زانَهُ الكَلمُ
34- هذا كتابٌ بهِ تنزيلُ مَبعثهِ
وكلُّ آيٍ لها تفسيرُها النَّهِمُ
35- يعلو بهِ الحقُّ بالإدلالِ معرفةً
ذكرٌ كريمٌ بهِ الإفصاحُ يَتَّسمُ
36- ذكرٌ بليغٌ وَقَد كانت بلاغتُهُ
ما زالَ فيها فحولُ الشِّعرِ تَحتكمُ
37- فيها علومُ الدّياناتِ التي سَلَفَت
في أروعِ النُّظمِ والتّفصيلُ يلتَئِمُ
38- يوحِّدُ اللهَ بالإدلالِ فَلسَفَةً
فلاسِفُ العِلمِ كانت مِنهُ تَلتَهِمُ
39- وَفيهِ ماكان بالأبحاثِ مُكتَشَفاً
أدلى أولو العِلمِ : مِن تِبيانِهِ الدِّيَمُ
40- فيهِ شفاءٌ مِنَ الأمراضِ قاطِبَةً
وَفيهِ ما كانَ قَلبٌ سادَهُ الغُمَمُ
41- يَنجابُ مِنهُ اسودادَ الجَهلِ مَكرَمَةً
وَالظُلمُ لا يَعتَلي والفَقرُ يَنْخَرِمُ
42- وَكانَ يَعلو وُجوهَ المُسلمينَ نَدَىً
كَحَقلِ وَردٍ زَهَت بالنّورِ تَبتَسِمُ
43- عَمَّ الضّلالَةَ إضرابٌ بِسيرَتِهِ
وارتَدَّ مُحدِثُها بالذُّلِّ يَرتَطِمُ
44- أبادَ في كُلِّ ما كانَت رَذيلَتُهُ
تُضفي على النّاسِ إفساداً وتَضطَرِمُ
45- وَغَيَّرَ الدّينُ لِلاحقادِ في دَعَةٍ
وَكانَ عَيشٌ بِهِ الإحسانُ والذِّمَمُ
46- وَقَد تَساووا كما بالقَبرِ مَرجِعُهُم
٠لا فَرقَ للهِ بينَ النّاسِ كُلِّهِمُ
47- إلّابِتقوىً مِنَ الرَّحمنِ تَزكيَةً
مَن كانَ تقواهُ في قَلبٍ بِهِ سَلَمُ
48- وَقَد تَداعَت ذُنوبُ المُسلِمينَ لِما
قَد كَانَ مِنهُم يَسودُ الجّهلُ والظُّلَمُ
49- إذ كانَ صَدرٌ لَهُم كَم واسِعٌ رَحِبٌ
بالصّبرِ والجودِ والإحسانِ يَعتَزِمُ
50- ما مِن أريبٍ بِهذا الكَونِ مِن بَشَرٍ
الّا وعقلٌ بِنورِ الذّكرِ مُحتَزِمُ
51- هذا كتابٌ بِهِ الأكوانُ قَد جُمِعَت
وَفيهِ شَتَّى عُلومِ اللهِ تَزدَحَمُ
52- لا تَستَهِن فِيهِ سِرّاً لا ولا عَلَناً
فما عَظيمٌ لَدَى المَعتوهِ يُحتَرمُ
53- مافاقِدُ العِلمِ بِالتّنزيلِ ناقِدُهُ
حَقّاً وَلا مِنهُ كانَ القَذفُ والتُّهَمُ
54- لا يَستَوي الحُكمُ مِمَّن كانَ يُبرِمُهُ
لَو كانَ عِرفانُهُ بالحُكمِ يَنعَدِمُ
55- واعلَم فَلا رَيبَ بِالقرآنِ قاطِبَةً
إذ كانَ للّهِ في تَعظيمِهِ قَسَمُ
56- اللهُ يَهدي لِمَن قَد شاءَ نُصرَتَهُ
بِخالِصِ الذّكرِ والآياتُ تَزدَحِمُ
57- واللهُ يَعلَمُ ما تُخفي الصّدورُ وَمَا
خانَت بِهِ العَينُ والآجالُ تُلتَزَمُ
58- فهوَ الذي خالقٌ للكونِ اجمَعِهِ
وَهوَ الذي قادِرٌ لَو شاءَ يَنحَطِمُ
59- ماكانَ مِن مُعسِرٍ تُسديهِ فانِيَتي
إلّا بِدَعواتِنا كالبرقِ يَنصَرِمُ
60- فَليَشهدِ اللهُ إنّي في مَحَبَّتِكُم
كالطَّودِ قَلبي غَدا والعَزمُ والهِمَمُ
61- أحبَبتُ فيكَ الذي ما كانَ يَعرِفُهُ
فَطاحِلُ العِلمِ والأجنابُ كُلَّهُمُ
62- هُمُ الغَياثُ الذي لِلعِلمِ سادَتُهُ
واستَسلَمَ البعضُ للرَّحمنِ يَلْتَزِمُ
63- قَد كانَ مُلهِمَهُم بِالعِلمِ مِصحَفُنا
وَكُلُّ عِلمٍ لَهُم بِالبَحثِ مُنسَجِمُ
64- وَزَادَهُم في رَسُولِ اللهِ مَكرَمَةً
مِنَ الأعاجيبِ في ذِكرٍ لَهُ قِيَمُ
65- وزادَني بِالحِجا مِنهُم بِمَعرِفَةٍ
فيها اليَقينُ مَعَ الأبحاثِ يَرتَطِمُ
66- كُنتُ الذي إن ذَكَرتُ اللهَ مُنشَرِحاً
والآنَ في ذِكرِهِ سَعدٌ بِهِ نِعمُ
67- الآنَ في ذِكرِ مَن يَسري بِأورِدَتي
أخالُني بِجمالِ العرشِ ألتَحِمُ
68- والآنَ أنوارُ مَن قَلبي بِراحَتِهِ
تَغشي فُؤادي وَما قَد باتَ يَنهَضِمُ
69- والآنَ في قُربِهِ أشكو لِمُعضِلَةٍ
ياليتَ كفّي بِكَفِّ اللهِ تَنبَرِمُ
70- أهديهِ ما كانَ مِنِّي في تَحِيَّتِهِ
بِكُلِّ ما جادَ بِالإفصاحِ عَنهُ فَمُ
71- إنّي إلى اللهِ بالإذلالِ عابِدُهُ
وما بذلٍّ لِغيرِ اللهِ يُحتَرَمُ
72- وَقَد أرى مِن عُيونِ اللهِ راعِيَةً
بِحُفظِ ما بي وَماتَدري بِها الأُمَمُ
73- لكِنَّ آلاءَهُ بِالقَلبِ مَفخَرَةٌ
وَمَن يَعيها كَقَلبي زانَهُ الشَّمَمُ
74- الله نورٌ ونورُ الكونِ أجمَعَهُ
ما غيرُهُ كاشفٌ لو سادتِ الظُّلَمُ
75- نِعمَ الإلهُ الذي بالذِّكرِ طَمأنَنا
إذ كانَ مَن هاجِرٌ لِلذِّكرِ يَغتَرِمُ
76- فيهِ شفاءٌ مِنَ الأسقامِ قاطبةً
بِحُسنِ ظَنٍّ مَعَ الإيمانِ يَنهَضِمُ
77- ماكان عبدٌ يرومُ القربَ مرتجياً
الا يرى اللهَ بالإسراعِ يَقتَدمُ
78- وَطالَما باتَ رَبُّ العَرشِ مُنتظراً
مِنَ الذي غارَ بالإجرامِ يَحتَشِمُ
79- ماكانَ فِرعَونُ بِالإغراقِ مُنتَصفاً
لو كانَ ما فيهِ للرَّحمنِ يُغتَنَمُ
80- رَغمَ الذي كانَ مِن جَورٍ وَمَظلَمَةٍ
قَد هزُّ للهِ عَرشاً كانَ يَنتظِمُ
81- أو كالسَّماءِ التي نَاحَت عَلَيهِ دَماً
لِقتلهِ الناسَ إذ تَبقى لَهُ الحَرِمُ
82- فَكُلَّما كُنتَ بِالأوزارِ مُعتَرِفاً
تَمحو الذُّنوبَ وفي اِسدائِها نَدَمُ
83- فَتُب الى اللهِ يامَن رِزقُهُ قَدَرٌ
بِرَدَّةِ الطَّرفِ سَوفَ الرِّزقَ تَستَلِمُ
84- علماً فصبرٌ على الشدّاتِ منفعةٌ
فهيَ اختبارٌ وصفحٌ ليتهم فَهِموا
85- ما مِن نَعيمٍ وَعِزٍّ دائِمٍ أبَداً
إذ كُلُّ مُلكٍ عَظيمٍ سَوفَ يَنكَتِمُ
86- فَما لِدنياكَ قَدرٌ عِندَ بارِئُها
وأصغرُ الخَلقِ في ذرّاتِهِ قِيَمُ
87- فامسِك بِحَبلٍ مِنَ الرَّحمنِ مُحتَسِباً
وارضى بِحُكمٍ وَغَيظٌ منكَ يُكتَتَمُ
88- لا ضَيرَ لِلمرءِ بالإيمانِ يُمسِكُهُ
وطاعةُ اللهِ لا ضَيرٌ بِهِ نَدَمُ
89- والموتُ آتٍ وحقٌّ لا مَناصَ لَهُ
أمامَهُ الخلقُ كُلَّ الخَلقِ قَد هُزِمُوا
90- ياربِّ أنتَ الإبا بَل رَحمةٌ وَسَعَت
ما بِالخليقةِ حِفظاً نالَتِ الأُمَمُ
91- ياربِّ نَرجوكَ يا رَحمنُ في قَسَمٍ
مِن كُلِّ حَرفٍ بِذكرٍ كانَ يُقتحَمَُ
92- وَكُلِّ قدسٍ بِهِ الأسماءِ مِنكَ سَما
أو كُلِّ قُدسٍ لهُ اذ كان يَنقَسِمُ
93- ياواهباً لِلوجودِ مِنهُ رَحمَتَهُ
لِكُلِّ شيء بِهذا الكونِ يَزدَحِمُ
94- إكشِف وَباءً عَنِ الإنسانِ أرهَقَهُ
أنتَ العظيمُ فَلا تُبقيهِ يَعتَرِمُ
95- أنتَ الطَّبيبُ وَما بِالكونِ مِن عِلَلٍ
إلّا وَأنتَ لَها : بِالحالِ تَنحَطِمُ
96- ياربِّ أمهِل جَميعاً مِن عِبادِكَ في
ماكانَ مِنّا وَمِنهُم اِن هَوَت قَدَمُ
97- ياقابِلَ التَّوبِ لُطفاً هذي تَوبَتُنا
فاغفر لَنا يا عَظيماً فيكَ نَعتَصِمُ
98- ياربِّ صلِّ على المُختارِ مُنقِذِنا
يومَ الورودِ وآلٍ كُلُّهُم عِصَمُ
99- وَالحَمدُ لِله والتسليمُ أطلُبُهُ
لِما صَفا مِن عِبادٍ كُلُّهُم كَرَمُ
اسماعيل القريشي
الشروع الاحد ٢٠٢٠/٨/٣٠
الانتهاء الجمعة ٢٠٢٠/١٠/٢

الف الف شكر وتحية وتقدير ومحبة من القلب لادارة المملكة وبالخصوص الدكتورة ملاك والاستاذة نور علي على هذا الاهتمام والتقدير الراقي في خدمة الادب والادباء وربي يكتبلكم النجاح والتوفيق الدائم ان شاء الله
ردحذفالف الف شكر وتحية وتقدير ومحبة من القلب لادارة المملكة وبالخصوص الدكتورة ملاك والاستاذة نور علي على هذا الاهتمام والتقدير الراقي في خدمة الادب والادباء وربي يكتبلكم النجاح والتوفيق الدائم ان شاء الله
ردحذف